تعد اللغة وسيلة الاتصال بين أفراد الجماعة اللغوية والهدف من ورائها إيصال المعاني من المتكلم إلى المخاطب أو المتلقي ، وقد اختلفت أساليب التعبير عن المعاني وتنوعت بحسب أغراض المتكلم النفسية وأحواله الانفعالية والفيصل في ذلك السياق الذي وردت فيه تلك الأساليب ، فدلالة الأسلوب تتأتى في جانب منها من طبيعة تراكيبه النحوية وتغايراتها البلاغية التي تشترك مع جوانب اللغة ومستوياتها الأخرى لتكشف المعنى الذي يبتغيه مرسل النص أو مبدعه . وللغة أساليب تعبر بها عن معانيها اختص بها علم من علومها هو " علم المعاني " ومن تلك الأساليب أسلوب الأمر الذي يندرج ضمن أساليب الإنشاء الطلبي ؛ إذ يكون غرضه الأساس هو الطلب على وجه الاستعلاء والوجوب إلا أنه قد يخرج إلى أغراض بلاغية أخرى أو معان ٍ ثوان ٍ يحددها سياق الآية ليوحي بدلالات ومعان ٍ أخر. لقد جاء البحث ليتلمس المعاني الثواني لأسلوب الأمر في سورة يوسف (عليه السلام) وتنوع أغراضه الدلالية حسب مبتغى شخصيات القصة من وراء استعمال ذلك الأسلوب وإفصاحها في بعض الأحيان عن مكنوناتها النفسية. وتبعا لذلك فقد قسم البحث على ثلاثة محاور يسبقها تمهيد عن المعنى في دراسات القدامى والمحدثين . فكان المحور الأول وهو بعنوان : (علاقة المعنى بالدلالة) ليتناول الحديث عن ماهية المعنى وأنواعه والتفرقة بين المعنى والدلالة في دراسات المحدثين . أما المحور الثاني وهو بعنوان: (المعاني الثواني في سياق القرآن الكريم) فكان الحديث فيه عن الدلالة المركزية والهامشية كذلك عن المعاني الثانية لأساليب الطلب في سياق القرآن الكريم . في حين كان المحور الثالث وهو بعنوان: (أسلوب الأمر ومعانيه في قصة يوسف ع) للحديث عن دراسة تطبيقية لأسلوب الأمر وصيغه ودلالاته في القصة ومعانيه الثواني التي يخرج إليها واختلاف تلك المعاني في سياق الآيات. وذيلت البحث بخاتمة موجزة لأهم النتائج التي توصل إليها البحث