يحاول كانط جاهداً التركيز على القيمة الأخلاقية، لا على القيمة الدينية، فيؤكد أن الفعل الإنساني ـــ كالصدق مثلاً ـــ لا يُمثل فعلاً حسناً لأن الله أمر به، بل هو فعل حسن لأنه يحمل قيمة الحُسن في ذاته ولا يكتسبها من سلطة خارجية؛ وعلى هذا المنوال تُقوّم الأفعال، وهو في هذا يخالف النظرة الدينية السائدة في أغلب المؤسسات الدينية ـــ وليس جميعها ـــ التي تنص على أن القيمة الأخلاقية للفعل الإنساني نابعة من مصدر التشريع الديني، كذلك يخالف وجهة النظر الاجتماعية التي ترى أن القيمة الأخلاقية للفعل الإنساني نابعة من العُرف الاجتماعي والتقاليد الموروثة، فضلاً عن مخالفته وجهة النظر النفعية التي ترى أن تلك القيمة مرتبطة بالنتائج المترتبة على الفعل الإنساني.