يعد موضوع التجربة الدينية أو (التجربة النفسية)، من المواضيع التي تؤثر في جوانب عديدة من حياة وشخصية الانسان، وهي تجربة ذاتية، والتي يقرر الانسان فيها التواصل مع واقع متعالي، لقاءاً أو اتحاداً مع عالم اللاهوت. ظهرت البراغماتية على يد الفيلسوف تشارلز سندر بيرس، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للمذهب، ثمّ خلفه وليم جيمس، ومن ثّم جون ديوي. جاءت لفظة البراغماتية من اللفظ اليوناني (Pragma) والتي تعني العمل، أي فهي الفلسفة العملية، وتجعل من العمل مبدءاً مطلقاً.فــ (جيمس) يلخصّها، حيث يقول: ان تصورنا لموضوع ما هو تصورنا لما قد ينتج عنه من نتائج عملية. تطرق (بيرس) في التفكير الميتافيزيقي، إلى مسائل ثلاث أساسية هي: (الله) و(النفس) و(الخلود) ومصيرهما. فأنطلق بيرس ان فكرة (الله) هي فكرة مشخصة وصاحب قدرة قادرة، أما فيما يتعلق بالنفس هي وحدة غير منقسمة، أما في مسألة خلود النفس فانه لم يقرر رأياً ثابتاً فيها. أما (جيمس) ان الأساس الذي اتخذه في تبريريه للعقيدة الدينية، وكذلك لتقريريه لوجود جوانب في الطبيعة الانسانية، وفي تقريريه لوجود (الله)، أساس يعتمد إلى حدّ كبير على التجربة الذاتية. فــ (جيمس) يدرس الدّين على ان واقع سيكولوجي داخلي ويقيمه على أساس نتائجه العملية وليس على أساس منابعه. أما موقف ديوي من الدّين وهو في رأيه: قوة عليا غير منظورة، من قبيل الغيب. أما التدين حسب رأيه هو: ظاهرة اجتماعية خاضعة للثقافة والحضارة، بمعنى كل انسان يولد في مجتمع ما له دّين وكذلك له طقوس خاصة به. البحث: التجربة الدينية من وجهة نظر الفلسفة البراغماتية، يسلط الضوء على التجربة الدينية، عند ثلاث فلاسفة: وهم تشارلز سندرس بيرس ووليم جيمس وجون ديوي، ويعالج البحث أيضاً موقف البراغماتية من موضوع أساسي في الميتافيزيقا وهو التدّين وكذلك ايمان الانسانية بالإله.