تشكّل اللهجات العربيّة ميدانًا رحباً في الدراسات اللسانيّة، وعلى الرغم وجود دراسات عن اللهجات العربيّة في الخليج العربيّ، وبعضها عن لهجة دولة الإمارات العربيّة، إلّا أنّ إمارة الشّارقة لها سمت لهجي خاص بها يلمحه اللسانيّ لمجرد التعامل مع أهلها، وهذه اللهجة قد تختلط مع لهجات أخرى محيطة بها مكانياً بحكم التفاعل والتداخل السكانيّ، إلّا أنّ هذا لم يمنع من وجود طراز لغويّ خاص بها.
وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز بعض مظاهر لهجة إمارة الشّارقة؛ من خلال تناول مسألة التبدّلات الصّوتيّة في صوت الهمزة الذي شهد تغييرات تاريخيّة وفنولوجيّة كبيرة عبر الزمن، فضلاً عن سعيها إلى ربط هذه اللهجة بمنظومة اللهجات العربيّة من خلال رصد ما فيها من رسوبات لهجيّة من لهجات عربيّة قديمة.
تنبع أهميّة الدّراسة من كونها تعالج موضوعاً لغويّاً في اللسانيات وهو اللهجات الحيّة، زيادة على قلّة الدراسات الخاصة بلهجة إمارة الشّارقة، ولا سيما أنّه جزء من موضوع أشمل يتعلق بدراسة الظواهر الصّوتيّة في لهجة إمارة الشّارقة، وربطها باللهجات العربيّة التراثية.
سارت الدراسة على المنهج الوصفيّ التحليليّ من خلال رصد الظواهر الصّوتيّة وتصنيفها وتحليلها فنولوجياً لبيان مظاهر التبدّلات الصّوتيّة في صوت الهمزة وتعليلها وفق القوانين الصّوتيّة، وأفادت من معطيات علم اللغة الميداني من خلال الرواية ورصد كلام أبناء اللغة لتبيّن الاختلافات اللهجيّة.
بيّنت الدراسة أنّ لهجة الشّارقة فيها قضايا صوتيّة خاصة بصوت الهمزة تشكل امتداداً للتطوّرات الصّوتيّة في اللهجات العربيّة، وأنّ قسماً منه يمثّل رسوبات لهجيّة من اللهجات القديمة.