يعنى هذا البحث الموسوم ((موقف سبينوزا* من العلاقة بين الفلسفة والدين _ دراسة تحليلية مقارنة)) ببيان ان الموقف العام - على طول تاريخ الفلسفة ، منذ الفلسفة اليونانية والفلسفة الوسيطة بشقيها الاسلامي والمسيحي والى الفلسفة الحديثة حتى سبينوزا - قد اتجه الى التوفيق بين الفلسفة والدين ، فتكون الصلة قوية بين الفلسفة والدين او بين العقل والايمان ، او خضوع العقل للدين ، اما موقف سبينوزا فهو مخالف لهذا الراي ويعتقد بعدم وجودعلاقة بين الفلسفة والدين ، اذ يقوم كل علم منهما على مبادئ مختلفة اختلافاً جذرياً عن المبادئ التي يقوم عليها العلم الأخر ، فغاية الفلسفة الحقيقة ، وغاية الايمان الطاعة ، وتقوم الفلسفة على مبادئ وافكار صحيحة ، وتستمد من الطبيعة وحدها ، وتعرف بالنور الفطري ، ويقوم الايمان على التاريخ وفقه اللغة ، ويستمد من الكتاب وحده ، ويعرف بالوحي, اسلوب الفلسفة هو العقل الذي يدرك الاشياء على ما هي عليه ، واسلوب الايمان هو التخيل الذي يبغي التاثير بالنفوس