إن الغاية من كتابة هذا البحث هي الكشف عن الأبعاد المختلفة لحياة عبدالكريم علكة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، وإلقاء الضوء علي دوره وحضوره المميز في المجالين السياسي والإداري. ومن جانب آخر یحاول البحث أن يظهر طبيعة التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية لسکان مدينة السليمانية في ذلك الوقت، ولا سيما طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الكورد والمكون الديني القومي في المدينة. إن سبب اختيار هذا الموضوع يعود إلى أنه لم ينجز حتى الآن بحث خاص بمراحل حياة عبدالكريم علكه ودوره كوزير لمالية حكومة الشيخ محمود الثانية.
ولکتابة هذا البحث استفدنا من المنهجين التأريخي والتحليلي، وحاولنا بالدرجة الأولى أن نعتمد على المصادر الخاصة بالموضوع. وقمنا على قدر الاستطاعة بتحليل المواقف والوقائع وتوضيحها. وفي الختام وصل البحث الى عدة نتائج، منها: أنّ التعايش السلمي وتطبيع العلاقات بين المكونات كانت السمة الغالبة على سكان السليمانية، وأنّ الاختلاف الديني والقومي لم يخلق مشكلة ولم يكن سببا في تهميش الشخصيات وظهور الصراعات والحوادث غير المرغوبة. وفي الوقت نفسه ظهر لنا أنّ مسيحيي مدينة السليمانية كان لهم الحضور مع تأسيس هذە المدینة، وحتى بداية الحرب العالمية الأولى عاشت ست عائلات مسيحية داخل مدينة السليمانية، وكانت عائلة عبدالكريم علكه إحدى تلك العائلات. ومن جهة أخرى أثبت بحثنا أنّ عبدالكريم علكه كان ذا شخصية محبوبة وكريمة، وبذل ما في استطاعته من أموال وثروات في خدمة الفقراء والمحتاجين.