يُعنى هذا البحث بِجُهدِ عالمٍ من علماءِ العربيَّةِ غيرِ العربِ الذينَ أدلَوا دَلوَهُم في لُغةِ خَيرِ كُتُبِ الله، وهو بحثٌ مُخصَّصٌ لرُدودِ الفراهيِّ في الأساليبِ النَّحويَّةِ، يُوضّحُ جُرأَةَ أعجَميٍّ مُبدعٍ غَيرِ عربيِّ الأَصلِ على نقدِ كثيرٍ من مقرَّراتِ المعجميِّينَ والصَّرفيِّينَ والنَّحويِّينَ العربِ من المتقدِّمينَ والمُتأخِّرينَ على حدٍّ سواءٍ، وإدلائه دلوَهُ بقوَّةٍ وتمكُّنٍ لغويَّينِ كبيرَينِ، فصَلْتُ في هذا البحث رُدودَهُ في الأساليبِ عن رُدودِهِ في المسائلِ النحويّة؛ لأَنَّ الأساليبَ التي أورَدتُّ رُدودَ الفراهيِّ عليها لَم تُختَصَّ بأبوابٍ مُستقلَّةٍ في مُصنَّفاتِ النحوِ القديمةِ المعروفةِ كما اختُصَّت مسائلُ النحوِ. وارتأيتُ البدءَ بمحورِ التقديم والتأخيرِ؛ لأنَّه لا ينطوي على نقصٍ أو زيادةٍ بل يتضمَّنُ كُلَّ عناصرِ التركيبِ لكن بتقديمٍ فيها وتأخيرٍ. ثُمَّ ثنَّيتُ بمحورِ الحذفِ والزيادةِ؛ لأنَّ أمثلتَهُ يكتنفها نقصٌ أو زيادةٌ ولم تَظَلَّ على حالتِها الأصليَّةِ. ثُمَّ ختَمْتُ بمحورِ القَسَمِ؛ لأنَّه أسلوبٌ لا يكونُ إلّا إنشائيًّا، في حين أنَّ المحورينِ الأوَّلينِ يُمكِنُ أن تأتيَ أمثلتُهُما خبريَّةً ويُمكنُ أن تأتيَ إنشائيَّةً، وما كانَ كذلكَ قُدِّمَ على ما لا يحتملُ إلّا الإنشائيَّةَ.