شهدت السنوات الاخيرة اهتمام متزايد بالمباني التاريخية والتراثية باعتبارها شاهداً على ذاكرة المدينة وارثها الحضاري، اذ يمتاز مركز بغداد التاريخي وبالتحديد منطقة السراي بفضاءاتها التاريخية والتراثية التي ترمز الى المدينة وهويتها الحضرية والعمرانية وتحتل اهمية كبيرة ومكانة مميزة عند المجتمع كونها تعرض لنا ارث المدينة الثقافي لذا فهي تشكل هوية المدينة فضلا عن كونها تشكل القلب الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمدينة. ادت التطورات السريعة التي شهدتها المدن في الفترة الاخيرة الى تدهور هذه الفضاءات على الرغم من اهميتها وقيمتها العالية عن المجتمع مما افقدها الكثير من خصائصها فأصبحت مناطق للفقر والاقصاء تخلو من اي نشاط لذلك يتقصى البحث مفهوم الانشطة المؤقتة كأحدي المفاهيم الحديثة التي برزت لحل المشاكل الحضرية والتي تطورت بشكل تدريجي مع اختلاف التوجهات الحضرية المعاصرة التي بدأت تنادي بالرجوع الى داخل المدن واستكشاف الفضاءات المتدهورة والعمل على تطويرها واسترجاع حيويتها والحفاظ على المناطق ذات القيمة واحياء ما تبقى من الموروث التاريخي والمعماري للمنطقة وديمومتها للأجيال المستقبلية عن طريق اعادة تأهيلها وتطويرها واضافة الفعاليات والانشطة التي تفتقر لها من اجل زيادة كفاءتها واستغلالها لأغراض استثمارية اقتصادية وثقافية فتصبح الابنية التاريخية حلقة وصل تؤمن الاستمرارية بين الماضي والحاضر والمستقبل، وان اهم ما تم استنتاجه هو الدور الاساسي للأنشطة المؤقتة في تفعيل واحياء فضاءات المدينة والى اهمية حماية هوية وقيم المجتمع عن طريق الحفاظ على المناطق المركزية وذات القيمة كما اقترح عددا من التوصيات بناءً على تحديد الفجوة لتأهيل وتطوير المناطق ذات القيمة التاريخية والتراثية باستخدام مفهوم الانشطة المؤقتة.