أن الجانب الأكثر أهمية في القرن الواحد العشرين، هي فتح آفاق جديدة في المستوطنات البشرية والتركيز الملحوظ للناس في المدن الكبرى والعالمية وازدياد التحضر، سيقيم 75% من سكان الأرض في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة. في حين أن التحضر ونمو المدن والعولمة قد أدى إلى تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من هنا جاءت المشكلة البحثية وهي يحتاج المخططون الحضريون إلى إعادة التفكير في الأساليب المتبعة للتخطيط والتصميم الحضري والمدينة التي يتصورونها، وكيفية إيجاد الحلول لعملية التعمير العفوي والانطلاق منه الى تصميم حضري قابل للتكيف والذي يسخر قوة المساعي الفردية من خلال مشاريع حضرية مستدامة.
تناول البحث مفهوم التعمير العفوي وخصائصه واسباب تكوينه، والتحديات والفرص. ومفهوم المشروع الحضري وخصائصه وكيفية دمجه مع اهداف التنمية المستدامة لتصميم مشروع حضري مستدام لمناطق التعمير العفوي. فقد افترض البحث ان مصطلح العفوية له جانب إيجابي مثل ما له جانب سلبي، وقد تطرق له بعض الباحثين بمفمومه الإيجابي من خلال بحوث عالمية وعربية. والاستفادة من الخصائص والمبادئ الإيجابية للتعمير العفوي وكيفية تطبيق المشروع الحضري عليها لتحقيق تنمية اجتماعية مستدامة.
توصل البحث من خلال المراجعة الأدبية والتجارب العالمية الى ان يمكن للتعمير العفوي أن يكمل النظم الرسمية من خلال توفير السكن الذين لا تغطيهم الخطط العمرانية الرسمية الذي يعكس هذا الجانب قدرة الناس على تنظيم أنفسهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل غياب الحلول الحكومية، وايضاً من خلال تطبيق المشروع الحضري يمكن إضفاء الطابع الرسمي لهم والسيطرة على الظاهرة، بتدخل حكومي مأطر من خلال مشاريع حضرية مستدامة، تهدف الى خلق بيئات مرنة مستدامة اجتماعياً، قابلة للتكيف وسهلة الفهم؛ تعزيز القوى المحلية والمساعي الفردية في المشاريع التي تخدمهم.