Preferred Language
Articles
/
aladabj-4809
أنواع التكرار في اللغات السامية: دراسة لغوية مقارنة
...Show More Authors

     يعد التكرار ظاهرة لغوية عرفتها العربية في معظم نصوصها التي وصلت إلينا من العصر الجاهلي ووصولاً إلى العصر الحديث، كما استعمله القرآن الكريم والحديث الشريف وكلام العرب في شعرهم ونثرهم وكذلك في اللغات السامية نجد تكرارًا للاسماء والافعال والحروف والجمل، فهو مصطلح عربي كان له حضوره عند البلاغين العرب القدامى، فلا يقوم فقط على مجرد تكرار اللفظة في السياق وانما ما تتركه اللفظة من أثر انفعالي في نفس المتلقي  وبذلك  يعكس جانباً من الموقف النفسي والإنفعالي ومثل هذا الجانب لايمكن فهمه الا من خلال دراسة التكرار الذي يمثل إحدى الأدوات الجمالية التي تساعد على فهم مشهد صورة أو موقف، فهو يمثل من الأساليب اللغوية المعروفة عند العرب وهو إسلوب التوكيد الذي يأتي لتوثيق المعنى وكذلك لإثباته، ويعد أيضاً من اهم وسائل الاقناع في كلامهم، فقد ورد في القران الكريم بأسلوب لا تمله النفس ولا تصدُ عنه الاذان يعمد اليه من الايجاز والقصر لذلك يعد من وسائل الترسيخ والإقناع وكذلك الإقرار. ويأتي في القران الكريم بأنماط مختلفة تبعاً للسياق، وعلى هذا الأساس نظرت البلاغة العربية الى التّكرار من ناحية التوكيد وعدته آلية لتوكيد المعاني وترسيخها، التي لها دور في تحقيق الترابط الشكلي والدلالي في سياق تواصلي محدد بين العناصر المتكررة داخل النص؛ ومن خلال ذلك يحقق تكرارها أغراض ودلالات متنوعة، فهو شكل من أشكال التَّماسك المعجمي وكذلك من الظواهر التي تتسم بها اللغات عامة واللغة العربية خاصة، والتي نجدها في الألفاظ والتراكيب والمعاني لتحقيق البلاغة في التعبير ولتأكيد الكلام والجمال في الأداء اللغوي.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF