القصص المقدسة تبهر مخيلتنا ، واذ ابتعدنا بالحديث عن ماهية السرد المقدس وتفرعات تلك الماهية ، فانه يجب كشف الجزئيات الفكرية لذلك السرد ، أو استبطان النص لاستخراج حقيقته وخصوبته . ولكن ما الذي يمكن لنا معرفته من ملامح السرد والنص المقدس الذي يخيفنا أحيانا أو يقيد قواعد أفكارنا لاستخراج الجديد أو المختلف ؟ ، في البحث ببساطة محاولة لتناول الجوانب التي تمثل الفكرة الموجودة في الحكاية ، والحديث عن القصص القرآني يشير إلى ان القران كتاب يمكنه تقديم المختلف أو الجديد و يمكننا فهم واكتشاف المغاير والجديد والمنتمي إلى الجانب الحداثوي في القران . والنظر إلى محيط السرد القرآني ، سوف يقودنا إلى  : 

1-     الخيال 2- العصف الذهني 3- المنهج الاستقرائي 4- استخدام وتوظيف العلوم 5- إعادة تكرير الصور ودمجها مع بعضها البعض 6- تطبيق الأفكار 7- الاستنتاج .

ان استثمار السرد المقدس في القران ، سيعني اننا في محاولة لتشغيل أدواتنا الفكرية لبناء الجوانب الفكرية المختلفة في اي سرد ثم ثانيا لمعرفة الارتباطات التي تتصل بالعلوم الإنسانية وعلاقاتها والاستفادة منها في قراءة المشهد الفكري والقصصي على حد سواء ، وإذا طرحنا المثال فان النظر إلى قصة النبي موسى في القران أو التوراة أو ما يتعلق بها من قصص سيعني علاقة واثر تلك القصة على الأدب العالمي والعلوم والجانب الأيديولوجي ...الخ . وهكذا يمكننا استثمار دلالات السرد في إنتاج المنهج أو الفكر أو الحكمة، وهي من المسائل التي لم تغب عن أفكار المختصين في الدراسات القرآنية أو عن الناقدين للنص المقدس. اعتقد بان توافق الجانب الفكري مع الجانب السردي للنصوص المقدسة – سيما في القران الكريم – تمثل  خلاص القران من التصور الدوغمائي الذي يقيد علوم القران ويحيله إلى مدونة لا تنتج لنا فكرا متماسكا ويسلب عنه الأسس العلمية أو المنهجية أو التنظيمية ، هنا أردت ان احدد النوافذ الفكرية أو الخارطة  التي تدخل في فهم وبناء  السرد .