تقدم الدراسة تحليل صوتي تداولي للاستراتيجيات للتأكيد والتساؤل البلاغي الجدلية في خطابات انتخابية إنكليزية وعربية مختارة. التوكيد هو إستراتيجية تستخدم لتوصيل معاني مثل القناعة والحسم في الخطاب. اما التساؤل البلاغي فهو استراتيجية لا تُستخدم للحصول على إجابة، بل لجلب مشكلة إلى أذهان الناس وجعلهم يفكرون فيها. لنقل هكذا معان عروضيا، يستخدم السياسيون مجموعة من المبادئ العروضية مع هذه الإستراتيجيات. تهدف الدراسة إلى دراسة مساهمة السمات والمبادئ العروضية في نقل المعاني التداولية المرتبطة بهذه الاستراتيجيات والمبادئ. كما أنها تتحرى عالمية هذه الاستراتيجيات الجدلية ومبادئها العروضية. تفترض الدراسة أن هناك علاقة ارتباطية بين المبادئ العروضية والاستراتيجيات الجدلية قيد البحث، وتفترض أيضا أن استخدام الاستراتيجيات الجدلية والمبادئ العروضية هو عالمي في الخطابات الانتخابية الانكليزية والعربية. وللتحقق من صحة فرضيات الدراسة، فقد تم اختيار برنامجين تلفزيونيين للتحليل. وهما البرنامج التلفزيوني الانكليزي "مناظرة مجلس الشيوخ الأمريكي في أوهايو" الذي يبث على قناة NBC4 الأمريكية، والبرنامج العربي "الاتجاه المعاكس" الذي يبث على قناة الجزيرة. لتحليل البيانات المختارة، تم اعتماد التوليف بين نموذج براكا وماركيز (٢٠٠٤) الصوتي التداولي ونموذج فينيرستروم (٢٠٠١) لوظائف التنغيم في الخطاب. وتوصلت الدراسة إلى نتائج مفادها أن هناك علاقة ارتباطية بين المبادئ العرضية والاستراتيجيات الجدلية، وأنها تستخدم عالميا، وأن بعض المتغيرات من كل مبدأ عرضي هي أكثر استخداما من غيرها.