تدرس سيميائيات الأهواء المشاعر والانفعالات المتعلقة بالذات الإنسانية داخل النصوص والخطابات السردية، كما تدرس انفعالات الإنسان السلبية والإيجابية المرتبطة بالجسد، من أجل تحصيل المعنى والفحوى بقراءة المكونات التركيبية والدلالية سطحا وعمقا، تحليلا وتأويلا. من خلال مساءلة شكل المضمون، وتحديد الطريقة أو السيرورة التي يتم بها بناء المعنى وتشكيله باستخلاص التقابلات والاختلافات. ويهدف هذا البحث إلى دراسة النص الروائي ورصد ذواته الاستهوائية، ومن ثم حصر أهوائها وتحليلها للانتقال من البنية السطحية إلى البنية العميقة، كما يكشف عن الأدوات الإجرائية المتبعة في تحليل الأهواء سيميائيا، ويحلل أثر تكونها، وطريقة تفاعلها مع الجسد. وذلك من خلال تحليل التمظهرات المعجمية والحقول الدلالية، والمربع السيميائي الهووي، فضلا عن دراسة الأهواء من باستخدام الخطاطة الاستهوائية التي تقدم تحليلاً للأهواء من خلال خمس مراحل تشمل الانكشاف الشعوري، والاستعداد، والمحور الاستهوائي، والعاطفة، والتقويم الأخلاقي. وينتهي البحث إلى نتائج تكشف عن الأهواء المسيطرة على الذات الاستهوائية في الرواية، ومدى تأثيرها في انفعالات الشخصية ودورها في الرواية. وتتمثل في هوى الموت وهو الهوى الرئيس، وهو المحرك الأول لأحداث الرواية، إذ تتفاعل الشخصيات مع هوى الموت بقبول أو مقاومة أو خوف. بالإضافة إلى هوى الأمل الذي درس من خلال نقيضه الخيبة، لاستنتاج مدى دوره في مقاومة الذات الاستهوائية للظروف المحيطة. وصولا إلى استنتاج بداية تكون هذه الأهواء وما انتهت إليه في شكلها الأخير.