تعد مدرسة فرانكفورت من أبرز المدارس الفلسفية الغربية المعاصرة التي انتشرت؛ بسبب روادها الذين أثْرُوا الإنتاج الفلسفي للمدرسة في مختلف أجيالها الثلاثة. وتكمن أهمية البحث في الأصول الفكرية لهذه المدرسة من كونها شكلت انعطافًا مهمًا في مسيرة الفكر الأوروبي المعاصر، إذ كان لها الأثر الكبير والفاعل في صياغة نظرية نقدية تتعامل مع السوسيولوجيا، الفلسفة، السياسة، الثقافة كأبعاد متداخلة ومتشابكة في عملية تكوُّن ودراسة النظريات الاجتماعية والآفاق المعرفية والحضارية التي رافقت التطورات والتحولات التي شهدها المجتمع الأوروبي في ميادين الاقتصاد والسياسة. إذ إنَّ الشهرة التي اكتسبتها مدرسة فرانكفورت، والانتشار الواسع لأفكارها وتأثيرها في الإنتاج الفكري والفلسفي الغربي، يدفع إلى طرح التساؤل الآتي: ما هي الأصول الفكرية التي استمدت منها هذه المدرسة شهرتها وانتشارها؟ ويفترض البحث أنَّ هناك علاقة تأثير بين الفلسفات التي كانت سائدة، في بداية نشأة مدرسة فرانكفورت، وما أجيالها الثلاثة إلا انعكاسًا لما يؤمن بها من تولى رئاسة هذه المدرسة والأفكار التي سيطرت أو أثرت على توجهات التي أخضعت للبحث والتدقيق والنقد. وأما أبرز النتائج التي توصل إليها الباحثان، هي: إنَّ رواد مدرسة فرانكفورت من الجيل الأول قد تأثروا بمفاهيم علم النفس ونتائج أبحاثه، وتوظيفها في مختلف دراساتهم، ونجد في مؤلفات هؤلاء الرواد إشارات أنَّ نصوص المؤلف المشترك لهوركهايمر وأدرنو (جدل التنوير) يوضح حضور الطيف الفرويدي في فكر رواد مدرسة فرانكفورت النقدية.