منذ فجر الإنسانية والعنف الناجم عن الحروب أو النزاعات المسلحة بين الأمم أو داخل الأمة الواحدة يتسم بالصدمة النفسية ويعاني الأفراد الذين يواجهون هذه الأحداث المؤلمة بقية حياتهم ونادراً ما ينجون من ظلالها الكابوسية
الصدمة هي كلمة يونانية تعني الجرح، إلا أن معناها بدأ يشير إلى الإصابات الروحية وليس الجسدية. وخلال القرن الثامن عشر استُخدمت الكلمة للإشارة إلى الندوب العاطفية والنفسية التي تتركها التجارب العنيفة أو المزعجة. تشير هذه الدراسة إلى نظرية الصدمة التي قامت بشرحها وتطويرها كاثي كاروث. تم وضع هذا المنظور المعرفي والأخلاقي في عملها المهم للغاية. واعتمادًا على نظرية الصدمة النفسية، سيتناول التحليل تأثير الحرب على المهاجرين الفيتناميين إلى الولايات المتحدة والمصاعب التي واجهوها، مما أدى إلى إصابتهم بأمراض نفسية مثل اضطراب الهوية والعزلة ورفض التعذيب الذاتي وصعوبات التكيف وفقدان احترام الذات.
تعرض الدراسة نظرية الصدمة؛ تطورها وروادها واستخداماتها وأهميتها ومفاهيمها. كما تسلط الضوء على أعمال وحياة روبرت أولن بتلر، وهو كاتب أمريكي عمل مترجمًا فوريًا ودارسًا غير رسمي للثقافة الفيتنامية خلال حرب فيتنام بعد أن عمل لفترة وجيزة في مكافحة التجسس. ويعرض قصة قصيرة بعنوان "الأذرع المفتوحة". تقدم القصة شخصية ثاب الذي يبدو شيوعياً مخلصاً وهو فيتنامي شمالي. وبسبب مقتل عائلته على يد الحزب الشيوعي، يتآمر مع الأستراليين. قادته تجربته المؤلمة إلى الانتحار.