جاءت فكرة البحث من أهمية الأحياء التاريخية والثقافية والمعمارية والمناطق القديمة ذات القيمة التراثية، حيث تواجه مدن العالم بشكل عام وهذه المناطق بشكل خاص تحديات كبيرة ومستمرة بفعل عوامل عديدة، مثل العولمة والانفجار السكاني والنزاع والحروب وتأثيرات بشرية وطبيعية اخرى، ممايتطلب الحفاظ عليها وحمايتها من خلال توثيقها، ويعد التوثيق الخطوة الاولى في حماية هذه المناطق، خاصة مع تطور المعدات والتقنيات، فأصبحت هناك حاجة ماسة لدمج التراث ضمن خصوصية المرحلة الحالية التي يعبر عنها بالعصر الرقمي، ومن هنا تأتي المشكلة البحثية وهي نقص المعرفة حول الدور الذي يؤديه التوثيق الرقمي للمناطق ذات التراث المهم من عواقب التحديات وضمان استدامة التراث للأجيال اللاحقة. سيلخص البحث مفهوم التراث، ومكونات التراث على مستوى معماري، وعلى مستوى حضري، والتحديات التي تواجه التراث، وتوضيح ماهية التقنيات، وتقنيات التوثيق، ومفهوم التوثيق الرقمي بمستوييه المعماري والحضري، ومن ثم تصنيف التوثيق حسب الغرض والتقنية والجهة المنفذة مع توضيح تجربة دولية لكل نوع، وبناءاً على هذه التصنيفات قدم البحث نتائج تمثلت بالدور المتنوع والمختلف لعملية التوثيق الرقمي، وهذا يأتي من تنوع الجهة التي تقوم بالتوثيق والتقنية المستخدمة وبالتالي تنوع الادوار، لكن وبطريقة أو بأخرى تساهم في حماية التراث اولاً ومن ثم وصول الناس اليه، فمنها ما يتم التوثيق من قبل الناس والمجتمعات المحلية فيكون الدور هو جعل التراث في متناول الاجيال، ومنها من قبل منظمات مستقلة لأغراض تعليمية، ومنها ما يتم من قبل جهات حكومية بالاشتراك مع القطاع الخاص او منظمات التراث لاغراض الحفاظ والارشفة والادارة.