Preferred Language
Articles
/
aladabj-4724
البلاغة والتفكير الإبداعي
...Show More Authors

تهدف هذه الورقة البحثية إلى التعرّف على حقيقة العلاقة بين مادة البلاغة وعلم التفكير الإبداعي، من حيث إن مادة البلاغة تمثل عملية بناء شخصية الإنسان من خلال صياغة المعايير والموازين التي تعين الإنسان على قياس مستوى التعبير عن حاسة بيانه، بنوعيه إبانة واستبانة، وبهذا تكون البلاغة هي القدرة على إنتاج وتوليد الخطاب، كما أنها هي معايير تقويم وتفسير الخطاب، وتمييز الجيد من الأجود، وفق أصول ثابتة، لعل من أهمها: الجمع بين المختلفين في الجنس والتأليف السوي بينهما، بهدف استنباط الخصوصيات من المعاني النادرة لا الباردة، من خلال إثارة تفاصيل معادن المعاني الكامنة الغامضة في منحنيات كل نفس؛ وذلك لأن كل نفس تحمل نوعين من المعاني، أولهما: مشترك مع سواها من أخواتها، والثاني: المعنى الذي خلق لها، فهو من بنات أفكارها، ما عليها إلا أن تستنفر قدرات عقلها وقلبها وشعورها لتبدعه، فالإبداع ليس موهبة لاهوتية لا تعرف القانون والسنة، ولكنه قدرة كامنة يمكن تنميتها طالما لكل إنسان عقله وقلبه وشعوره؛ ليستنطق ويستثير فطرته، مكوناً بصمة بيانية بها ينماز، مؤسساً ذلك وفق اقتضاءات عقلية نفسية يتوخى منها الإبانة والاستبانة، والفهم والإفهام، والتأثير والتغيير، وهذا ما يحتم عليه أن يتوفر على عدد وأنواع من استراتيجيات التفكير بعملياته وطرائقه ليجتهد في اختيار ما يحقق مقصوده.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF