Preferred Language
Articles
/
aladabj-4723
الفضاء الروائي في أعمال الکاتب العراقي محمد مشعل: روایات السعبري، وألطاف، وحاج كربلاء أنموذجاً
...Show More Authors

إنّ الإنسان غیر منفصل عن فضائه بل إنه هذا الفضاء ذاته. وقد یکون احساس المبدع والفنان دون غیره بالفضاء احساساً عمیقاً. من هنا کانت علاقة الفضاء بالأدب وطیدة، بل هو المادة الجوهریة للکتابة الروائیة علی وجه الخصوص، إذ لا یخلو أي عمل من استحضار هذا المکون الذي یعدّ السند الأساس له والملحوظ الرئیس المشکّل لنسیجه؛ لأنه المکوّن الأکثر حضوراً وتجسداً في الروایة وهو السمة التي تطبع مقولة الفضاء ویقدم فیه الروائي حداً أدنی من الإشارات الجغرافیة التي تحرّك خیال القارئ لاکتشاف المکان الذي تصوره القصة الخیالیة. إنّه إحدی هویاته التي لایمکن إغفالها أو اختزالها وإلّا عُدّ العمل ناقصاً ومبتوراً. إن هذا البحث معتمداً علی المنهج الوصف التحلیلي، یتطرق إلی الفضاء في روایات الکاتب العراقي محمد مشعل وهي السعبري، وألطاف، وحاج كربلاء. ویتطرق إلی تعریف الفضاء وأنواعه الجغرافي، والنصيّ في الغلاف (الکتابة، والرسوم، والألوان)، والدلاليّ ک (السیاسي، والروحي، والانتماء، والتأمل، والتعبير) مستفیداً من أمثلة متعددة من الروایات الثلاث. إن الأماکن التي اختارها الکاتب في روایاته الثلاث، کانت ملائمة للأحداث فکان الإطار المکاني هو البیئة التي أثرت في الأحداث ووجهتها. وکلما تنوعت الأحداث کلما تنوعت الأمکنة. کانت الشخصیات في الروایات، مرتبطة بالأماکن التي تعیش وتمارس وظائفها وحیاتها فیها، فلا وجود لها خارج عالمها الخاص وهو المکان الذي یحویها ویشکلها. استخدام المكان بدلالاته الواقعية أو الخيالية، يشكّل النسيج الروائي في الروایات الثلاث ولم یکتف الراوي بمکان واحد بل راح یستخدم أمکنة متعددة لیخلق فضاءً روائیاً معتمداً علی مفهوم المنطق الثنائي للأمکنة، حیث انقسم الفضاء المکاني إلی أنواع محتلفة ولهذا السبب نجد أحیاناً المكان الواحد يحمل دلالتين مختلفتين في الروايات.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF