ان الهواء النقي الصحي هو الذي لا تخالطه ملوثات (اجسام غريبة) جوية وصلبة وكيميائية وحيوية وهو الهواء المناسب لصحة الانسان وراحته .
وفي العصر الحالي اصبح الهواء النقي صعب المنال في المناطق المعمورة بالانسان والواقعة تحت سيادته المباشرة لما يخالط الهواء في تلك المناطق من مواد غريبة منوعة لمصادر مختلفة النوعية (كالمصادر الطبيعية , البراكين , حرائق الغابات والبشرية والمعامل والمصانع , السيارات , وسائط النقل , وما ينتج في احتراق الوقود في المنازل) .
ان اخطر الملوثات الجوية على صحة الانسان هي الملوثات البشرية لطبيعتها الكيميائية التي تتحول بعضها الى ملوثات اخرى ثانوية اخطر من الرئيسة وتتعاظم الملوثات الكيميائية الخطيرة ويزداد تركيزها في مناطقها المصدرية والقريبة منها المتمثلة في المدن الكبرى ومناطق المعامل والمصانع والمزدحمة في السكان والوضع الطبوغرافي للمدن اثراً مهماً في شدة تركيز الملوثات الناتجة منها واكثر الاوضاع اهمية في ذلك هو الوضع الحوضي . كما يلعب الوضع الجوي دوراً كبيراً ايضاً . فعند الهدوء الجوي والانقلاب الحراري يزيد تركيز الملوثات, كلما كان الجو اكثر رطوبة كانت الملوثات الجوية اشد خطورة على صحة الانسان .
وتشغل ستة غازات نحو 99.97% من حجم الهواء وهي (النتروجين والاوزون والاوكسجين وبخار الماء والارغون وثاني اوكسيد الكاربون)، وبعض الغازات نسبتها قليلة جدا الا انها ذات اهمية خاصة كغاز الاوزون الذي يمتص الجزء الاعظم من الاشعة الشمسية فوق البنفسجية اما بخار الماء فتختلف نسبته من مكان لآخر وتتراوح نسبته ما بين 0.5-4% في الجو من الحجم وتكون نسبته منخفضة في المناطق القطبية والصحراوية نحو 0.2% ومرتفعة في الاجواء الاستوائية بين 3-4% ومعظم بخار الماء يتركز في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي ويكون شبه معدوم فوق الارتفاع 10-15كم.وتختلف مكونات الجو وخصائصه وصفاته العامة شاقوليا وتتركز نحو 99.9% من كتلة الجو في الخمسين كم السفلى، ونحو 0.997% من الكتلة بين ارتفاع 50-100كم
وبقية الكتلة محددة الانتشار في بقية الغلاف الجوي كما ان كثافة الهواء تقل كلما ارتفعنا الى الاعلى اذ تكون 1.2كغم/م3، عند سطح البحر و0.7كغم/ م3 عند ارتفاع 5كم.
لقد اعطي موضوع التلوث الهوائي اهتماما كبيرا من قبل سائر دول العالم لأهمية الهواء في استمرارية الحياة لاسيما اذا علمنا ان رئة كل جسم بشري تستقبل يوميا حوالي (15كغم) من الهواء الجوي في حين لا يمتص الجسم سوى (2.5كغم) من الماء واقل من (1.5كغ) من الطعام
ان تلوث الهواء دليل على احتوائه على مواد غريبة، او من مواده نفسها ولكن بنسب تزيد عن الحد الاعظم لتواجدها، وان زيادتها هذه تصاحب بمؤثرات سلبية في البيئة الجغرافية.
ويمكن ان يكون التلوث الجوي محليا لارتباطه بمناطق محددة تسببه نحو المدن الكبرى والمناطق الصناعية، او يكون عالميا منتشرا فوق اراضي الكثير من دول العالم كالتلوث الناجم عن الاشعاعات الذرية او الذي تسببه المقذوفات البركانية.
يهدف البحث إلى تشخيص وتحليل تلوث الهواء والمتغيرات البيئية لملوثات الهواء ويهدف البحث ايظا إلى بناء قاعدة معلومات متكاملة لملوثات الهواء للحفاظ على البيئة وحمايتها. وتحديد ظواهر تلوث الهواء مثل (الضبخان، والاحتباس الحراري، وثقب الأوزون، والأمطار الحامضية، والجزيرة الحرارية).ودراسة العلاقة بين العوامل الجوية وتركيز الملوثات .
اما فرضيات البحث:- يؤدي زيادة تركيز ملوثات الغلاف الجوي إلى تغير في شفافية الهواء واختلاف قيمة الإشعاع الشمسي الكلي. وتعمل هذه الملوثات على رفع المعدلات الشهرية لسقوط الامطار فضلا عن تكرار حدوث الضباب. وادى تلوث الهواء إلى خلق مناخ من ابرز خصائصه تكون (الجزيرة الحرارية)
منهجية البحث- المنهج الوصفي – التحليلي:-يستعمل في وصف جميع المصادر المؤدية إلى تلوث الهواء مع وصف الظواهر المناخية الناتجة عن تلك الظاهرة ومن ثم تحليل العلاقة بين العناصر المناخية وتأثيراتها المتبادلة مع التلوث.