كانت المملكة العربية السعودية ، ومنذ عقود طويلة تسعى دائماً ولا تزال تبذل جهوداً كبيرة في تحقيق ودعم مصالحها من خلال ضمان استقرار اليمن على الصعيدين السياسي والاقتصادي والتنمية المستدامة في جميع نواحي الحياة .
إلا ان السياسة التي كان ينتهجها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لم تكن بالمستوى الذي يحقق طموحات وتطلعات شعبه من ناحية ويثمن مساعدات ومبادرات دول الجوار من ناحية اخرى . ومن هنا اندلعت الثورة اليمنية لتغيير واقع الحياة السياسية من خلال ايجاد سلطة سياسية جديدة تكون قادرة على ضبط الشأن اليمني وتعزيز مفهوم حسن الجوار في العلاقات الثنائية مع دول الخليج ووضع استراتيجية امنية وسياسية واقتصادية تحظى بقبول جميع الاحزاب والمكونات الاجتماعية في البلاد . وبعد ان نجحت الدبلوماسية السعودية تمخضت عن اتفاق المبادرة الخليجية في 3 ابريل من عام 2011 حيث نصت على تنحي الرئيس صالح في غضون شهر واحد ونقل السلطة سلمياً الى نائبه عبد ربه منصور هادي وتشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تسبق الانتخابات ثم تهدئة الثورة الشبابية وإنهاء الأزمة في اليمن .
وبالرغم من قبول المعارضة بالاتفاقية التي نصت ايضاً على منحه حصانة من الملاحقة القضائية إلا أن الرئيس المخلوع حاول التراجع عن التوقيع ومن ثم علقت المعارضة مشاركتها في التوصل الى اتفاق ثنائي متهمة صالح بسوء النية فتصاعدت الاحتجاجات وأعمال العنف في البلاد بعد تراجع صالح للمرة الثانية . وفي نهاية عام 2011 وقع في الرياض كل من صالح والمعارضة على اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة السياسية في اليمن ليتم نقل سلطاته الى عبد ربه منصور هادي في غضون ثلاثين يوماً ، وتجري الانتخابات رسمياً في 21 فبراير 2012 مقابل منح صالح الحصانة من الملاحقة القضائية له ولأسرته . وبذلك تمكنت المملكة العربية السعودية من تهدئة الثورة الشبابية وإنهاء الازمة السياسية في اليمن بإنهاء فترة حكم صالح التي تميزت بافتعال الحروب الداخلية الخاسرة والتناقض السياسي في علاقاته مع دول الجوار والدول الاخرى . لقد ادت سياسته الى تدهور الحالة الاقتصادية والأمنية في اليمن مما مهد الطريق امام التمردين الحوثييين مرة اخرى مستغلة الفراغ السياسيى والأمني هناك حيث استفادت من التحالف مع ايران اولاً ثم مع علي عبد الله صالح ونجله للمساعدة في الانقلاب على الشرعية والإطاحة بالرئيس المنتخب وحكومته . هنا برز دور الرئيس المخلوع في دعم التمرد الحوثي مقابل ان يصل ابنه احمد الى سدة الحكم في اليمن . وبدعمه للحوثيين مالياً وعسكرياً تمكن المتمردون من فرض سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومحاصرة الرئيس الشرعي داخل القصر الرئاسي مما اضطره الى اعلان استقالته ثم التراجع عنها بطلب من الحكومة ، ومن ثم طلب المساعدة من المملكة العربية السعودية لإنقاذ اليمن من الحركة الارهابية الحوثية التي سعت الى تنفيذ اجندة ايران في جنوب الجزيرة العربية لأجل زعزعة امن المنطقة والهيمنة على الممرات المائية عبر التحكم بمضيق باب المندب في البحر الاحمر وتهديد الملاحة البحرية .