يتناول هذا البحث الغرض الشعري الأبرز في قصائد الشاعر الإماراتي مانع سعيد العتيبة، والمتمثل في رثاء أبنائه وأمه، ويتبين من خلالها مشاعر الألم والتفجع التي عاشها الشاعر بسبب تلك الظروف العصيبة، مما انعكس على جو المرثية ومفرداتها وتراكيبها الشعرية. فقد وظف الشاعر تعابير وأساليب مغرقة بأحاسيسه وعواطفه تجاه المتوفى.
ولقصيدة الرثاء عند العتيبة طابعها العام الموحّد، يبدأ من عنوان القصيدة التي يصرّح فيها الشاعر باسم الفقيد، ومن ثم يستهلها ببيان صلته به، وبيان مشاعر الحزن والتفجع. مرورًا بوصف محاسن الفقيد ومآثره الطيبة، لينهي القصيدة بتسليمه بقضاء الله وقدره، والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، ولأهله بالصبر والسلوان واحتساب الأجر من الله.
وما يلفت النظر في تجربة الشاعر أنه قد نشر عددًا من مرثياته بطريقة تفاعلية مع القراء، وذلك من خلال نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به. الأمر الذي يجعل المتلقي يتفاعل بصورة مباشرة مع مضمونها الحزين، ويلامس تلك المشاعر الصادقة والمؤثرة في النفس عند قراءتها.
وقد قُسم البحث بعد المقدمة إلى ثلاثة محاور، خصص الأول للحديث عن غرض الرثاء في الشعر العربي وتطوره عبر العصور المختلفة، والثاني للتعريف بالشاعر وإنتاجاته الأدبية، أما الثالث الموسوم بالرثاء في شعر مانع سعيد العتيبة فقد اشتمل على الدراسة التطبيقية للمرثيات المختارة، واختتمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات. وفي سبيل الوقوف على الخصائص الموضوعية والفنيّة في القصائد المختارة، انتهجت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي.