تكشف الدراسة عن أثر المكان ودلالته على الذات الفاعلة في الأدب العباسي ذلك الأثر شكل في تنافره وتجاذبه، تجلس تجليات النص الشعري المنتج عبر مقاربات فنية تمثل البؤر المكانية وتنوع اشكالها، التي تباينت لتجمع بين فعل الحكي وفلسفة الذات وعمق تجربتها، ونظرتها الابداعية التي تتخطى التفصيلات الحياتية الظاهرة، وصولاً الى النظرة الدلالية العميقة، حتى تتجاوز ابعاد المكان الصادية المرسومة، بألفاظها التعبيرية الموحية عن مكنونات الذات، وانثيالاتها الشعورية المتولدة من طبيعة الأثر المترتب عليها من المكان الموصوف لحظة انتاج النص، وهنا يخرج الفضاء من موضعته المتعارف عليها –كونه ذو ابعاد هندسية- إلى فضاء شعري دلالي، محققاً حضوراً خلاقاً بعيداً عن حدود المادة وسماتها، ومنتجاً بنية فنية ذات ترميز خاص، ترسم للمتلقي كينونة الذات التي انبثقت صورتها من أثر المكان على اللحظة الشعرية الابداعية، فتغدو جزءاً من الفضاء المرسوم، فهي مبدعة للنص ومنطلقه من اعماقه في الان نفسه.