يسعى النقد إلى تسليط الضوء على الآثار الأدبية بهدف كشف مكامن الإبداع، والقبض على الهيولى الشعرية، وتفسير ما يمكن أن يكون وراء ذلك من أسرار، وما يكتنف تلك العملية من ظروف زمكانية.. وهذا الطموح الجامح ابتدأه القدماء شعراءً ونقاداً ، وسار على هديهم المحدثون فاقتفوا آثار أسلافهم من المبدعين والدارسين، وإنْ اختلفت السُبُل، وتباينت طرق المعالجة، وطبيعة النظر والتناول.

    تطمح هذه القراءة المتواضعة إلى الوقوف عند الشرارة الأولى التي تقدح في ذهن الشاعر المبدع، لتأخذ من ثَمَّ طريقها إلى التّشكل بعد معاناة عسيرة، ومخاض شعري مُمض، لتتمخضّ العملية برمتّها عن ولادة (قصيدة) أو مشروع قصيدة.

    حاولت قراءتنا – قدر الامكان – فحص آثار عملية المخاض الشعري عند القدماء والمحدثين، انطلاقاً من التساؤل النقدي الآتي:

• كيف تتمُّ عملية ولادة القصيدة عند الشاعر؟ وما المراحل التي تستغرقها هذه العملية؟

    وقد طُرحت آراء الطرفين: قدماء ومحدثين، وقُرأت قراءة موضوعية، وبيّن الباحث نظرته الخاصة في تلك الآراء، فضلاً عن بيان رؤيته الخاصة في مسألة تخلّق التجارب الإبداعية.