Preferred Language
Articles
/
aladabj-4577
هاجس الانتقام والثأر في الشعر الجاهلي
...Show More Authors

إن الثأر ظاهرة اجتماعية واكبتْ مسيرة حياة مجتمع ما قبل الإسلام حتى غدت نفوسهم، التي استلهمت منها عزة التحدي وكرامة المواجهة، وقد احتل شعر الثأر في الشعر العربي قبل الإسلام أهمية كبيرة، واهتماماً خاصاً لجدته وكثرة شيوعه، فلفظ الانتقام يدل على إنزال عقوبة ما ضد شخص معين بدوافع معينه ناشئة من قوة غضبية.

وقد زخرت دواوين الشعراء بالحديث عن الثأر سواء أكان الثأر للأخ ام الابن ام الاب ام الأم أم غيرهم، لكن الثأر للأخ كان أكثر حضوراً في دواوين الشعراء إذ يعد موت الأخ من المصائب الشديدة التي يصعب احتمالها وتفاديها، وكان (للعامل النفسي أثر كبير في تحريك مشاعر الأخ وأهل المقتول نحو السعي الى إدراك الثأر، إذ يصل الاخ الى مرحلة يائسة بعد مقتل أخيه ، فيقع في أسر الآلام والاحزان التي لا يستطيع الخروج منها إلا اذا ظفر بالقاتل واقتص منه، متجاوزا بذلك كل ما يقف امامه من عوائق تحول بينه وبين تحقيق ما يصبوا اليه، لأنه ان لم يحقق مقصده فإنه واقع في الخزي والعار لامحالة، حسب مبادئ المجتمع الجاهلي وقوانينه التي تتعلق بمبدأ إدراك الثأر).

وتقوم النساء الشواعر اللواتي ذقن مرارة الحزن بذرف الدموع والبكاء المستمر، لعلهن يحتوين مرارة الموقف الصعب، وينجحن في امتصاص غربة النفس، ليسوغ انطلاق الشواعر الى الرثاء الذي يتخلله الذكر والمدح للمفقود الراحل بتهيئة ارضية نفسية لإثبات القيم، التي هي محور الوجود، لذلك نلاحظ سعيهن جاهدات لترسيخ تلك القيم في مجتمعهن، وقد تجسد محور هذا الظرف عند العديد من الشواعر الجاهليات.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF