بدأ النقاد يطلقون مصطلح الصورة في أخريات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين على الاستعمال الفني للغة المجازية أو الاستعارية في الشعر، وعدت – أي الصورة- عنصرا مهما من عناصر بناء القصيدة، تستمد دلالتها من سياقها، فينبغي إذا في دراستنا للقصيدة أن ندرس الصور مجتمعة؛ حتى نستطيع أن نكشف معنى أعمق من المعنى الظاهري للنص، وذلك لأن الصورة – وهي جميع الأشكال المجازية كما قدمنا- إنما تكون من عمل القوة الخالقة، فالاتجاه إلى دراستها يعني الاتجاه إلى روح الشعر ومعناه ودلالته، عبر دراسة نسيج العمل الشعري، وتأمله بوصفه بنية من العلاقات يكشف تفاعلها عن معنى القصيدة ودلالتها، ومن هذه الزاوية تظهر أهمية الصورة الفنية للناقد المعاصر؛ فهي وسيلته التي يستكشف بها القصيدة، فضلا على موقف الشاعر من الواقع، وهي إحدى معايره الهامة في الحكم على أصالة التجربة، وقدرة الشاعر على تشكيلها في نسق يحقق المتعة والخبرة لمن يتلقاها.
للنقد الأدبي مصطلحاته، ومفاهيمه الخاصة في مقاربة الصورة؛ حاولنا في هذه الدراسة أن نقف عند أبرزها لكشف أبعادها، وأهميتها أداة نقدية تيسّر عمل الناقد في اشتغالاته على النصوص