تعد الانتكاسة لتعاطي المخدرات بعد الانتهاء من علاج إزالة السموم وإعادة التأهيل مصدر قلق عام واجتماعي وصحي في جميع أنحاء العالم. بشكل عام، معدل الانتكاسة لدى مرضى اضطراب تعاطي المخدرات هو 40 إلى 60 بالمائة. على الرغم من أن تعاطي المخدرات لا يزال يمثل عبئًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل جدًا عن الانتكاسة بين مرضى اضطراب تعاطي المؤثرات العقلية. ولذلك، تهدف هذه الدراسة إلى دراسة المحفزات المرتبطة بالانتكاسة إلى تعاطي المخدرات في إحدى مراكز التأهيل. تعتبر هذه الدراسة ضرورية لتنفيذ تدخل متكامل لمعالجة الانتكاسة في مراحل مختلفة من التعافي، من قبول المريض إلى إعادة دمجه في المجتمع.
تعتمد منهجية الدراسة النوعية الحالية على مقابلات متعمقة مع 30 مريضًا من مرضى إضطراب المواد المخدرة في إحدى مراكز التأهيل، مما يحقق في الوقت نفسه هدفين منهجيين: تتبع عملية الإدمان من مغادرة المركز إلى التنقل في البيئة المحيطة، وإشراك العائلة والأصدقاء والعمل، وتحديد التجارب الفريدة للمبحوثين.
توصلت الدراسات إلى عدة نتائج: تستكشف الدراسة المحفزات العلاجية والاجتماعية والشخصية، بما في ذلك التعرض للمواد المخدرة بعد التعافي، والرغبة الذاتية، والاستعداد للتعاطي بعد التفاعل مع هذه المحفزات. أولا، المحفزات العلاجية (الاستقبال، العلاج الداخلي، البرامج العلاجية، خطة الاندماج مع المجتمع، وغيرها) تعمل كمحفز رئيسي للانتكاسة. والفئة الثانية هي المحفزات الاجتماعية، وهي عناصر من العالم الخارجي يمكن أن تؤدي، مثل التعرض للمخدرات، والأسرة، والأصدقاء، ومكان العمل. بالإضافة إلى الأسباب الشخصية للانتكاسة تشمل "العجز عن ممارسة ضبط النفس، والسلبية من كل من المدمن والآخرين من حوله، واعتبار الاتجار بالمخدرات وسيلة لمصدر الدخل المادي، وربط تعاطي المخدرات بالسعادة والاكتئاب والألم والشعور بالوحدة وعدم قبول الحياة بدون مخدرات.
وتوصي الدراسة بتطوير وتحسين البرامج التحفيزية والعلاجية الحالية لمعالجة الانتكاسة، وتمكين إجراء تغييرات جوهرية في المرحلة العلاجية والاندماج الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز خطط الإدماج لتلبية احتياجات الأفراد المتعافين لإعادة الإندماج في المجتمع. يوصى أيضًا بإجراء دراسات مستقبلية لتقييم فعالية برامج الوقاية من الانتكاسات الحالية وضبط خطط واستراتيجيات الوقاية.