تسعى هذه الورقة النقدية الى الوقوف على الاعمال الادبية التي اتخذت من الرحلة الخيالية الى العالم الاخرـ الذي يغلب عليه ان يكون عالما للموتى ـ موضوعا لها ، بوصفها معادلا موضوعيا لحالة الحنق والضيق التي يعيشها الكاتب ومجتمعه ، ومن ثم كانت غاية هذه الرحالات الخيالية ، هي التنفيس عما يدور بداخلهم من صراع ، سببه تخلف مجتمعاتهم وتدهورها ، فاحب هؤلاء الكتاب ان يكونوا من رواد الاصلاح ما استطاعوا عبر ما يتقنونه من فنون ، فعرضوا في قصصهم هذه كل ما كانوا يريدون قولهم من امور، سبق ان منعتهم من قولها السلطة المتحكمة ( بكل اشكالها ) في مجتمعاتهم ، سواء اكانت سياسية ام دينية ام اجتماعية ، فاخترنا نماذج من هذه القصص التي تعج بها اداب العالم المختلفة ، ومنها ؛ رحلة ( ديونيزوس ) اله الخمر اليوناني الى عالم الاموات ، التي وردت في مسرحية ( الضفادع ) للكاتب المسرحي اليوناني ( ارستوفانيس ) ، ورحلة رجل دين زرادشتي فارسي اسمه ( ارداويراف ) الى عالم الاموات ، وهي واردة في قصة ( ارداويراف نامه ) وهي عمل قصصي فارسي قديم ، كما اخترنا قصة( التوابع والزوابع ) لابن شهيد الاندلسي ، وكذلك قصة رحلة (ابن القارح ) بطل ابي العلاء المعري في (رسالة الغفران) ، كما اخترنا قصة (الكوميديا الالهية ) لدانتي ، وكذلك قصة محمد بن ابراهيم المويلحي الموسومة ( حديث عيسى بن هشام ) ،فضلا عن قصة الكاتب الفيلسوف الباكستاني المسلم المتصوف ( محمد اقبال ) الموسومة ( جاويد نامة ) .