لقد تضمنت الرسائل الديوانية الكثير من الموضوعات التي  تخص سياسة الدولة الداخلية ومن الموضوعات التي تدخل في باب سياسة الدولة الداخلية، تلك الرسائل التي  تكشف حقيقة  الظلم الذي اتصف به بعض العمال ( ولاة الأمر في بعض المقاطعات الادارية) ومن تلك ماكتبه ابن ابي مطرف العبدي الى احد هؤلاء العمال عن وزير المهدي ابي عبدالله معاوية بن عبدالله بن يسار ، فأما الراسخون في العلم ممن قد عرف سيرتك، وما ابدى لهم الله  من سريرتك... فهم يعرضونك على الله في ادبار السجود وعند ادبارالنجوم، ويسألونه بآلائه مخلصين وبأسمائه ملحفين أن يصيبك بعذاب من عنده او  بايديهم، لما استحّلتْ جنودك من سفك الدماء وأباحت رسلك من حرم النساء ولظلمك اليتامى،وافترائك على ذوي  القربى وتعريضك اياهم في فتوحك للعقاب والهلكة والخلاف والمعصية. فويل لك  ولكّتابك مما كتبتْ ايدكم  وويل لكم مما تكسبون، وقد وردت كتبك- بحمد الله-  من امير المؤمنين على حلم لايوهنه الغضب وعلى عمل لايغيره الكذب وعلى ايمان لايستخفه الذين لايوقنونً([i]) ومن الواضح ان سياسة  الدولة الداخلية تعتمد المعلومات الموثقة من ابناء الاقاليم في تقويم اعمال هؤلاء العمال  والتي ترد الى مركز الدولة وهي لاتستبعد ان يكون احدهم ظالما.

([i]) معجمم الادباء ج16، ص72، الوزراء  والكتاب، للجهشياري ص166