اكتسبت اضطرابات المزاج لدى المراهقين اهتماماً وتركيزاً متزايدين في الآونة الأخيرة، لحدوث حالات كثيرة من الحزن لديهم، وتكون أمزجة المراهقين حساسة بشكل خاص تجاه التأثيرات التي تولدها الضغوط الاجتماعية الحادة، كاضطراب العلاقات العائلية، وإساءة المعاملة والإهمال والفشل الأكاديمي، إذ لوحظ في تاريخ الغالبية العظمى من الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب وجود نوع من الإساءة والإهمال، وعبر العشرين سنة الماضية، بذل اختصاصيو الرعاية الصحية جهداً مركزاً للتعرّف على اضطرابات المزاج عند المراهقين، وفهمها فهماً افضل. وكان المعتقد أن المراهقين لا يملكون النضوج العقلي للمعاناة من الاكتئاب، لكن الباحثين وجدوا أن الاكتئاب شائع عند المراهقين، وهم معرّضون لأنواع الاكتئاب نفسها تماماً مثل الكبار، وبطبيعة الحال فأن استجابة الاكتئاب لها جذور من الشعور بفقدان التلذذ سواء كان واقعياً أم مفترضاً، فيتحول الغضب الناتج عن الفقدان نحو الداخل. وهذا يشير الى ان الفقدان الاصلي تم كبتهُ، والفقدان اللاحق يثير المشاعر المتعلقة به مهما كانت طبيعة، سواء كان هذا الفقدان (فقدان شخص، او فقدان مكانة، او دعم معنوي من الاصدقاء. قام الباحث بتبني مقياس (2021) Watson et al, لفقدان التلذذ The Anhedonia Scale For Adolescents (ASA)  والذي تكون من (14) وبدائل خماسية (دائماً، غالباً، احياناً، نادراً، ابداً). وكذلك تبنى مقياس (Mason et al,(1993 لاضطراب الاكتئاب المستمر والذي تكون من 20 فقرة وبدائل خماسية (نادراً، خفيف، متوسط، فوق متوسط، شديد). واظهرت النتائج بأن طلبة الجامعة لديهم فقدان للتلذذ ضمن المتوسط، وبالنسبة لتعرف دلالة الفرق وفق متغير نوع الجنس (ذكور/اناث) لدى طلبة الجامعة، فكانت لصالح الاناث.

 اما انتشار اضطراب الاكتئاب المستمر فقد بلغت (23.91%)، وبالنسبة لتعرف دلالة الفرق وفق متغير نوع الجنس (ذكور/اناث) لدى طلبة الجامعة، فكانت لصالح الاناث.