تناول البحث دراسة الطرز العمارية وأثرها على عائديه المبنى في ظل التطور التكنولوجي وبالأخص بعد أحداث العام 2003م. إذ تولى الدراسات التخطيطية والعمرانية اهتماماً وتوجهاً كبيراً في دراسة عمارة المدينة وطرازها العمراني، كونها من أهم الملامح البارزة لتحديد حضارة وهوية أي بلد، مما لا شك فيهِ أن للطرز العمارية عبقاً وشخصية متميزة، ولكننا نلاحظ وجود حالة من التناقض الواضح ما بين الفكر كشخصية، وهوية المدينة وبين عمرانها الحديث، إذ دخلت العمارة الكربلائية حالها حال أي عمارة أخرى مرحلة جديدة، نتيجة لعدة متغيرات ومنها الانخراط الاعمى لكل ما هو جديد وحديث في البناء دون الرجوع والبحث في فكر العمارة وخصائها الحضارية وتلامسها مع الفكر العام للمنطقة، والتخلي عن تراثنا وثقافتنا والسير والانغماس تحت مسمى العولمة والتطور، وبالتالي نصبح بلا هوية أو تراث، أدى إلى ظهور طرز عمارية دخيلة لا تتوافق وتتناغم مع العمارة الإسلامية، وهذا عائد بالدرجة الأولى إلى البناء الحديث في ظل غياب الضوابط والمعايير التخطيطية المحلية، وعدم قدرة المجتمع العراقي وبصورة خاصة المجتمع الكربلائي على استيعاب ومعرفة ما ينسجم مع بنية المدينة عمرانياً، ومن ثم أصبح من مجرد ناقل إلى منتج لهذهِ الأساليب الحديثة دون المحاولة إلى معرفتها جعل وجود نوع من العبثية والتشوهات البصرية تظهر بشكل واضح على عمران المدينة ومشهدها المورفولوجي. مما يتطلب رسم سياسية خاصة بتنظيم الأبنية وفق التشريعات العمرانية المعمول بها وبما يحقق افاقا للتطور العمراني المنظور.