لا توجد قضية شغلت الإنسان منذ فجر التاريخ عملًا واعتقادًا وحديثًا ودراسة كقضية الدين، فالدين ظاهرة عامة موجودة في كل مكان، وتشكل حدثًا إنسانيًا فريدًا، ومن المعلوم أنه يوجد في التاريخ حضارات بلا فنون، وحضارات بلا تقدم مادي، ولكن لا حضارة بلا دين، وفي إطار هذه الظاهرة الفريدة بدأت الدراسات بالبحث عن جذور فكرة الدين في تاريخ البشرية، فجاء المفكر الفرنسي "غوستاف لوبون" لرفع الستار عن الدين، وبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة منها: كيف بدأ الدين؟ ما هي الدوافع الأولى لظهور الدين؟ وكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بأنظمة عقائدية راسخة؟ ومن خلال هذا البحث سنجيب عن مجموع هذه التساؤلات التي قدمها لوبون عن طريق استخدام المنهج التحليلي الوصفي.