لفتت انتباهي أمور تتعلق بتأسيس علم اللغة العام وازدهاره ، من جهة ، وبالصراعات السياسية والعسكرية من جهة أخرى ، وتوافقهما تاريخا وغايات ، مما دفعني ذلك إلى البحث في هذه القضية ، محاولة فهمها كما هي ، وفي التوصل إلى ما أراه مناسبا فيها ، وهو أن علم اللغة العام في أول تأسيسه كان ثمرة الطموح السلطوي لبعض الدول الأوربية ، ونزعتهم في السيطرة على العالم ، والصراع الطويل بين الدول المتقدمة في تلك السيطرة ، والذي بدا واضحا في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وما أفرزته من دمار شامل ، وخسائر بشرية ومادية ، يندى لها جبين الإنسانية على مر الأحقاب والأزمان .
ولا شك في أن اللغة هي إحدى وسائل السيطرة ، وتحقيق طموح الهيمنة ، إذا ما علمنا أن اللغة مقوم من مقومات الوطن ، ومفردة من مفردات المواطنة ، وهوية المجتمعات .