أجمع النقاد والمؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا على أن الأجناس واللغات والثقافات لا تتوزع بصورة متوازية ، وإنّ مجالات توزعها تتداخل في أغرب صورة ، وإن تاريخ كل منها نزع إلى توخي وجهة متميزة ، وتمثل الحكايات أقدم الأنواع الأدبية صلة بالحراك الاجتماعي ، ونتيجة تاريخية للتجارب الإنسانية ، وتحمل سمات آثر الصراع بين الطبقات ، ولذلك أنيطت بالشخصيات وظيفة تعبيرية مميزة ، على الرغم من صغر مساحة الوصف في تقديم الشخصية في الحكايات ، وقد سعى البحث إلى إيجاد العلاقة بين الصراع السياسي والاجتماعي في تشكل شخصيات حكايات بخلاء الجاحظ ، ووجد أن الشخصيات لها هيأة مرتبطة بشكل الطبقة ، وتتصرف بأفعال مدروسة وتنتهي إلى نتائج توافق نوعها الثقافي/ الفكري ، وهو جزء من طبيعة التحول في القيم الاجتماعية ومنوط به ، رغبات التغيير السياسي ، أو يمثل نوعاً من الصراع الثقافي المرتبط بالهوية مرة ، ويرتبط  بمحاولات الكشف عن أسباب تشكّل شخصية ما ، وهي تمثل نوعا من شرائح مجتمع المدينة آنذاك .