يهدف هذا البحث الى معرفة الاهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها المنطقة شرق المتوسط والتي تعد من المناطق الحيوية والاستراتيجية في العالم وذلك بسبب ما تحويه من ثروات طبيعية كبيرة من النفط والغاز من جهة وموقعها الجغرافي الذي يربط معظم انحاء العالم من جهة اخرى، والذي يعد ممراً حيوياً لا مدادات النفط والغاز الى اوربا والعالم. ووفقاً للكشوفات التي نشرتها الهيئة الامريكية للمسح الجيولوجي في عام 2010 والتي تفيد بأن المنطقة تحوي على موارد هائلة من النفط والغاز والتي تقدر بحوالي(10 تريليونات م3)من الغاز و 1,7 مليار برميل من احتياطي النفط والذي تتراوح قيمتها ما بين 700 مليار دولار و3 تريليونات دولار على حسب اسعار الخام المتغيرة ، وان هذا الاكتشاف الحديث قد جعل منها منطقة مركزية للطاقة المستقبلية والهدف الاساسي والاقتصادي للقوى الاقليمية والعالمية، لذلك ان الخلافات وانعدام الامن والصراعات بين دول منطقة الشرق المتوسط مثل الصراع التركي القبرصي والاسرائيلي اللبناني فضلاً عن ذلك توتر في العلاقات المصرية التركية، قد ابعدت المنطقة عن بناء بيئة مستقرة لاستثمار الطاقة فيها، وهو ما دفع الى تكوين وتشكيل تحالفات وتكتلات بين دول منطقة شرق المتوسط واطراف اخرى اقليمية ودولية من اجل السيطرة والفوز بهذه المنطقة الحيوية، وان هذا المشهد التنافسي بات اكثر الشواهد تعبيراً عن خريطة التحالفات الاقليمية الجديدة في المنطقة وصراع المراكز الاقليمية على هذه الثروات النفطية والغازية الكبيرة التي تفوق في انتاجيتها مستوى الانتاج الخليجي والروسي.
ولقد تناول البحث اربعة مباحث يسبقها مقدمة وإطار نظري، حيث تناول المبحث الاول الموقع الجغرافي لمنطقة شرق المتوسط واهميته الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والامنية الاقتصادية، اما المبحث الثاني فقد تناول االفواعل الاقليمية والدولية في منطقة شرق المتوسط، اما المبحث الثالث فقد تناول الصراع الاقليمي حول ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، اما المبحث الرابع فقد تناول مستقبل الصراع الاقليمي في شرق المتوسط واختتم البحث بأهم الاستنتاجات.