يعد النتاج الخطابي العربي مرآة العرب ومنبر أفكارها. ومن الطبيعي أن هذا النتاج يعكس الحياة العربية بكل مفاصلها الاجتماعية والدينية والأخلاقية والقارئ المتأمل لهذا النتاج ولاسيما الشعري منه يلحظ أن هناك معتقدات وطقوسا وأساطير وشعائر توارثتها ومارستها، لدرء الأخطار المحدقة بها ودفع الشر عنها. وقد فتحت تلك النصوص (النتاج الشعري) نوافذ كبيرة للكشف عن الانطباع الفكري الذي كان يسود العقلية العربية قبل الإسلام لاسيما الشعراء منهم، كيف تعاملوا مع تلك الأساطير والمعتقدات؟ وما مدى الاتساع الذي كانت تشغله الأسطورة في أذهان الناس؟ وكيف وظفها الشاعر لخدمة غرضه؟ هل وقف عند الاستخدام الشكلي لها؟ أم حملها دلالات فنية أخرى، تجعل منها عالقة في أذهان الناس؟ ، وقد قصدت في هذا البحث المتواضع ان اكشف عن تلك المعتقدات في شعر النابغة الذبياني، لما زخر به ديوانه من نصوص متضمنة لتلك الأساطير والمعتقدات وقد تناولنا هذا البحث من خلال ثلاث محاور يسبها لمحة عن الحياة النابغة الذبياني.
المحور الأول : الاساطير الخيالية المتمثلة بالجن .
المحور الثاني : المعتقدات الشعبية المتضمنة للفكر الأسطوري كالطيور والحيوانات.
المحور الثالث : الشخصيات ذات المضمون الأسطوري المتمثلة بالملك و (الإله) و (الرب) واضفاء بعض الصفات الإلوهية الأخرى.