تعد الازمة الاقتصادية التي حدثت في مصر خلال حقب الزمن الذي حكم فيه الفراعنة، والذي عاصره نبي الله يوسف – عليه السلام -، ازمة شديدة الصعوبة على المصريين آنذاك خاصة في موضوع الجوع والقحط، اذ كان التحذير من وقوع هذه الازمة جاء عن طريق رؤيا كان قد راها الفرعون في النوم، وقد جاءت تفاصيل احداث هذه الازمة وتدابير معالجتها في القرآن الكريم وذلك في سورة يوسف حصرا.
تبينت ولمعت قدرة النبي يوسف – عليه السلام – في ادارة هذه الازمة، وتخليصه للمصريين من خطرها الذي كان حتميا ان يصيبهم ويؤذيهم، الا وهو الجوع والهلاك، اذ قام بتدابير عدة، ومنها ؛ العمل على زيادة مساحة الاراضي الزراعية مع الاكثار من مشاريع الري واستصلاح الارض، كما وقد نشر بين المصريين ثقافة ترشيد الاستهلاك بدءا من الطبقة الحاكمة وانتهاء بأبسط فئات المجتمع، وايضا بنى المخازن وجهزها بما يضمن سلامة تخزين المحاصيل الزراعية، كما انه جعل زمام الامور بيده لكي يستطيع ان يطبق الاجراءات والتدابير على ارض الواقع بما يكفل مواجهة الازمة والخروج منها بسلام، علما ان هذه الازمة قد ضربت البلدان القريبة من مصر والمحيطة بها.
من خلال الاخبار عن هذه الازمة في القرآن الكريم، فقد تم ذكر بعض المفردات والكلمات التي لها مدلول اقتصادي، كالثمن، والبضاعة، والكيل، والدراهم وغيرها من المفردات، اذ كانت الصفة الاقتصادية ملازمة لموضوع الازمة في احداثها وسبل معالجاتها.