ترد في اللغة العربية بعض الأفعال المتشابهة في عدد حروفها وشكلها، لكنها تختلف في حرف واحد، فيؤدي هذا الاختلاف البسيط إلى اختلاف في نطق الفعل ومن ثم اختلاف معناه، وهذا كثير في لغتنا العربية المعطاء، من ذلك قولنا (نفِد ونفَذ) وقد ورد الفعلان في أربع آيات محكمات وعند النظر في آيات النّفاد، وجدت أنّ فيها ظواهر صوتية وصرفية ونحوية ودلالية، اجتمعت فيما بينها لبناء هذه النصوص القرآنية العظيمة؛ إذ لا بدّ من توجيه الأنظار إليها، وبيان عظمة كلام الله Y. قُسِّمَ البحث بحسب هذه الظواهر إلى ثلاثة مباحث، يسبقها تمهيدٌ بيّنتُ فيه، معنى النّفاد في اللغة، والفرق بين النّفاد والنّفاذ في الاستعمال اللغوي. المبحث الأول كان في المستوى الصوتي، المبحث الثاني خصصته للمستوى الصرفي، والمبحث الثالث جعلته للمستوى التركيبي.