ربما تكون العلاقة بين طه حسين والمعري تثير الانتباه والمفارقة ،إذ جاءت هذه العلاقة بينهما على أَثَر كره طه حسين أبا العلاء المعري ،ثم تحوّلُ هذا الكرهُ إلى حبٍّ أبديٍّ أنتج كتباً ألفها طه حسين في سبيل الوفاء لهذا الحب بين الرجلين ، حيث قرئت هذه الكتب في النقد العربي الحديث في إطار الاشكاليّة التي حملها المعري نفسه ،ولهذا فقد شكّلت كتابات طه حسين عن المعري في النقد العربي الحديث محوراً رئيساً في قراءة هذا الشاعر الذي كان وما زال يمثل إشكاليّة في في مرحلة من مراحل الأدب العربي القديم وفي إطار هذه الاشكالية التي قدمها طه حسين جاء هذا البحث بفكرة قراءة كتاب" مع أبي العلاء في سجنه" من خلال ما أسمته الدراسة "مرايا السيرة الغيريّة في كتاب طه حسين " مع أبي العلاء في سجنه" .إذ قرأ النقاد هذا الكتاب على أنّه كتاب نقديٌّ خالص ولم يُنظر إلى جانب السيرة فيه ،مما دفع الدراس الحالي إلى تقديم هذا الجانب تحت عنوان مرايا السير الذاتيّة في كتاب طه حسين " مع أبي العلاء في سجنه" وقد كانت هذه المرايا كما وجدتها الدراسة :مرآة ديجاس، ومرآة الذات ، ومرآة بشار بن برد والمتنبي، ومرآة التخيّل ومرآة النّص العلائي، حيث شكّل مجموع هذه المرايا سيرة المعري كما وجدها طه حسين وعاشها مع المعري في سجنه حيث سجّل مشاهداته عبر هذه المرايا .