الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...
ان التنوع في الآيات القرآنية واختلاف مستويات الفهم والادراك لمعانيها ومقاصدها وتباين اهواء ومذاقات المفسرين وتأثير الظروف الذاتية والموضوعية التي تلقي بظلالها الظاهرة الخفية على من يتصدى للتفسير قد أدى الى ظهور مناهج ومدارس مختلفة في استنطاق الكتاب الالهي والغوص في اعماقه.
ولا نريد هنا استعراض المناهج التفسيرية بالتفصيل فالذي يهمنا هنا هو القاء الضوء على كتابنا الحاضر (في رحاب القرآن) وما يتميز به من منهج المؤلف واسلوبه ومدى نجاحه في تحقيق ما يصبو اليه.
ان الجهد التفسيري للعلامة الشيخ الآصفي لا يمكن حصره في اطار ما تتضمَّنُهُ دفتا هذا الكتاب فقط فاستنطاق الشيخ للقرآن الكريم واقتداؤه به يكاد يغلب على اكثر نتاجاته الفكرية بل ان تأثير القرآن في سيرته العلمية لا يخفى حتى على عامة الناس.