بلغت أمثلة صيغة (فَعال) في القرآن الكريم أربعة وسبعين مثالا قرآنيا جاءت على ثمانية معان معروفة ومعنى تاسع ذي دلالة احتمالية وعاشر ذي دلالة مختلف فيها ، تلك المعاني هي : الأول: فَعال اسما إفراديا نحو جَنَاح في قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} [طه : 22] . الثاني: فعال صفةنحو (بقرة عوان) في قوله تعالى :(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ) [البقرة :68] الثالث : فعال ظرفا نحو (وراء) في قوله تعالى : {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [مريم : 5] الرابع : فَعال اسم جنس جمعي محسوس بينَه وبَين واحدِهِ حَذف الهاء، كالسحاب في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء ) [الأعراف : 57] .
الخامس: اسم جنس جمعي معنوي بينه وبين واحده الهاء ، وهذا النمط من الدلالة استظهره البحث قياسا على الأمثلة المحسوسة بين الفعال والفَعالة، ومن أمثلته في التنزيل العزيز (الضلال والضلالة) . السادس : فعال اسم مصدر، وأمثلته كثيرة أزاء التفعيل، أحصينا منها ثلاثة وعشرين مثالا، منها:(أداء ، أذان ، بلاغ ، خراب ، خسار) . وجاءت أمثلة اسم المصدر على الفعال من باب الإفعال أيضا، ومنها (أنبت نباتا ، أعطى عطاءً ، أثاب ثوابا) . السابع : فعال مصدرا . إذ سمعت أمثلة صيغة (فَعَـال) في العربية دالة على مصادر الفعل الثلاثي، ومن أبوابه كلها إلّا باب (فَعِل يفْعِلُ) ، ودلت المصادر على الحسن القبح واللون والنشاط والبقاء . الثامن: فعال اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو المعروف باسم الجنس الافرادي، كالرماد في قوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ )[إبراهيم :18] التاسع : فَعال ذو الدلالة الاحتمالية ، فثمّة أمثلة قرآنية على وزن فعال ذكروا في تأويلها وجهين صرفيين أو أكثر وهي ( أثاث ، سماء ، هباء )، كشف البحث عن الوجه الراجح فيها مفنّدا سائر الأوجه الضعيفة . العاشر : فعال المختلف في دلالته . ويمثله لفظة (الأنام) في قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن : 10] ، إذ اختلف علماء العربية في تأصيل الأنام اشتقاقا ودلالة وعرض البحث هذا الخلاف ورجح كون الأنام هم الناس ولكن ليس هذا المدلول على إطلاقه فلا يراد بالأنام عموم الناس بل صفوتهم وخلاصتهم، فالإنسان هو خليفةُ الله على أرضه ، إذ قالَ في كتابه العزيز : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ)[الأنعام : من الآية 165]