تهدف هذه الدراسة في مجملها إلى لكشف عن استعمالات الفعلين (وذر) و (ودع) من الناحية النحوية والدلالية في القرآن الكريم؛ وذلك لاشتراكهما في نقص التصرّف، وقد اتبعت الدراسة المنهجين: الوصفي التحليلي، والاستقرائي، وقد جاءت في ثلاثة محاور، هي: الفعلان (وذر) و(ودع) في اللغة العربية، وأسباب نقصهما في التصرّف، واستعمالاتهما النحوية والدلالية في القرآن الكريم.
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، من أبرزها: الدواعي التي أدت إلى نقص تصرف الفعلين (وذر) و(ودع) التطور والاستعمال اللغوي لهما. أمّا بالنسبة للفعلين (وذر) و(ودع) في القرآن الكريم فقد ورد الفعل (وذر) في صيغتي المضارع والأمر متماشيا مع رأي النحويين؛ حيث ورد في صيغة المضارع اثنين وعشرين مرة، وفي صيغة الأمر سبع عشرة مرة، بينما ورد الفعل (ودع) مرتين فقط مرة على صيغة الأمر، والأخرى على صيغة الماضي رادا بذلك رأي النحويين؛ إذ قالوا إنه يرد في صورتي المضارع والأمر. ودلالتهما الترك عموما في كل صيغهما.
من أبرز السياقات التي ورد فيها المضارع من (وذر): إزالة اللبس، التهديد والوعيد، والاستفهام الاستنكاري، الدعاء واليأس، والتوبيخ والزجر، وانتفاء الصفة الملازمة، والتحريض، والتناهي في الفعل، أمّا الأمر فقد ورد في سياقات التهديد والوعيد وتهويل العاقبة، والتسلية، والتحقير، والإرشاد والتوجيه، بينما جاء الفعل (ودع) فقد جاء الماضي منه في سياق التسلية، والأمر في سياق والإرشاد والتوجيه.