الإسلام هو الدخول في السِّلم وقد اختصّ بالإذعان، بإلهيّته تعالى ورسالة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وشريعته وقرآنه المساوق للإيمان بالقلب والعمل بالجوارح والأركان، فيكون العمل بالدِّين إبقاءً للدين وإعلاءً لكلمة التوحيد، وجهادًا مع الملحدين.
وللإسلام درجات، أعلاها ما كان عليه إبراهيم (عليه السلام)، وأدناها ما عليه عامّة المسلمين، يحفظون بها دماءهم وأموالهم مع ما عليه بعضهم من الفسق والشقاء.
وقد وضح العلامة الطباطبائي معنى الإسلام الواحد بأن الدين عند الله سبحانه واحد لا اختلاف فيه لم يأمر عباده إلا به، ولم يبين لهم فيما أنزله من الكتاب على أنبيائه إلا إياه ولم ينصب الآيات الدالة إلا لهو هو الإسلام الذي هو التسليم للحق الذي هو حق الاعتقاد وحق العمل وبعبارة أخرى هو التسليم للبيان الصادر عن مقام الربوبية في المعارف والأحكام وهو وإن اختلف كما وكيفا في شرائع أنبيائه ورسله على ما يحكيه الله سبحانه في كتابه غير أنه ليس في الحقيقة إلا أمرا واحدا وإنما اختلاف الشرائع بالكمال والنقص دون التضاد والتنافي والتفاضل بينها بالدرجات ويجمع الجميع أنها تسليم وإطاعة لله سبحانه فيما يريده من عباده على لسان رسله.