تمكن شعراء الأندلس من إنتقاء القيم الجمالية من مصدرين رئيسيين هما: الطبيعة والإنسان، كل ذلك يتأتى عبر الإحساس والتناغم والإنسجام بين الشاعر والمتلقي، فالطبيعة لطالما أثرت في الشاعر من خلال إدراكه لجمالها ومدى إرتباط روحه العاشقة بها.
إنَّ الشاعر الأندلسي عشق طبيعته بكل ما فيها، جاعلًا من ملامحها المتحركة والساكنة قيمًا جمالية مجّدها وخلّدها في اشعاره، حتى عُرفت من خلال إبرازه لكل القيم الجمالية الخاصة بالطبيعة؛ ومن ثَمَّ وجدناه يشركها مع مشاعره الإنسانية في حبّه وما يحسه من سعادة وشقاء، جاعلًا الطبيعة بكل جزيئاتها مشارِكة له في هذا الإحساس.
من هنا وجد بحثنا لوحات كانت قد خُطت بريشة رسامٍ مبدع حيث الألوان والظلال، رفدها الشاعر بإيقاع الحياة وتلوناتها: هادئة وصاخبة، وجعل منها قلباً نابضاً بالحياة ليعيش في ذكريات الماضي ويحقق الخبرة الجمالية بطرقٍ فنيةً شتى.