استطاع مصطلح "الإيديولوجيا" الذي لا يتجاوز في نشأته واستخدامه المائتي عام، أن يشغل اهتمام عدد كبير من الباحثين والمفكرين في مختلف حقول العلوم الانسانية والاجتماعية. وعلى الرغم من التداول الشائع للمفهوم، إلا أنه لم يكن موضع اتفاق أو محل مواضعة. ولا نبالغ إذا قلنا بأن "الإيديولوجيا " تعد من أكثر المفاهيم إثارة للجدل، وأقلها ثباتا من حيث الدلالة. بل إن "الإيديولوجيا" لكونها اجتماعية وتاريخية، أضحت منتوجا ثقافيا بامتياز، تتعدد وظائفه، وتختلف استخداماته، بتعدد الأهداف واختلاف المصالح الإيديولوجية.
تسعى هذه الورقة البحثية إلى فك الالتباس عن مفهوم "الإيديولوجيا"، من خلال الكشف عن مختلف الدلالات التي أُضفيت عليه في الفكر الغربي، والوقوف على أبرز نقاط التحول أو التحوير التي خضع لها عبر مسيرته التاريخية. ولتحقيق هذا المسعى جاء البحث مقسما لسبعة مباحث، يعرض كل مبحث دلالة من دلالات الإيديولوجيا، مشفوعة بنماذج فكرية تجسد هذا التنوع في الرؤى والتعدد في الدلالات.
الكلمات المفتاحية: الايديولوجيا، علم الأفكار، الوعي الزائف، الصراع الطبقي، الايديولوجيا السياسية، الايديولوجيا الشمولية.