بدأ الإمام دراسته لهذه المسألة بتحديد هدف ألا وهو بيان فضيلة الإسلام بالنسبة لسائر الأديان، ومهد لذلك بتصنيف العلوم إلى ملّية وحكمية، ثم وفق بينهما، ثم بيَّن أفضلية العلوم المليّة على العلوم الحكمية.
تميزت فلسفة العامري وهو بصدد دراسة هذه المسألة بالنظرة التكاملية للعلوم سواء تلك المنتسبة إلى الحكمة أو المنتسبة إلى الملة، حيث أرى إنها تتكامل لتحقق الهدف العام منها، وبالتالي فقد رد العامري على أرباب بعض العلوم الذين طعنوا في علوم أخر وقللوا من أهميتها.
وختم العامري جهده في هذه القضية بالرد على الشبهات التي تثار ضد الإسلام وكانت له منهجيته في تحليل هذه الشبهات وتفنيدها بما يتناسب مع كونه فيلسوفا.
لذلك أريت بحث هذا الجانب من فلسفة أبي الحسن العامري، بحثاً منهجياً بمعنى أن نركز على منهج العامري سواء في تصنيفه للعلوم أو بيانه لفضائل الإسلام أو في رده على الشبهات التي تثار ضد الإسلام.