نحاول في هذا البحث ان نتطرق إلى الموقف الديني من وجهة نظر هذا الفيلسوف، مبينين موقفه الرافض للدين بصورة عامة وكذلك للفلسفات التأملية لا سيما فلسفة هيجل، باعتبار أن اللاهوت والفلسفات التأملية كلها انصرفت عن الإنسان واعتمدت في بحثها الأفكار المجردة، فوجد فويرباخ أن المستقبل الحقيقي للفلسفة هو الواقع العيني متمثلاً بالإنسان، كما بين أن الإنسان بتاريخه الطويل وقع في الإغتراب بسبب توهمه وجود إلهاً متميزاً ومفارقاً عنه، فأحال الإنسان كل صفاته إلى ذلك الإله، والحقيقة هي أن الإله هو الإنسان ذاته فلا ينبغي أن نعبد إلها مفارقاً عنا؛ لأن كل ذلك محض وهم أنتجه الإنسان، فينبغي على الإنسان أن يستعيد جوهره الذي قذفه إلى الأعلى ويدرك نفسه على حقيقتها؛ لأن سر اللاهوت هو الأنثروبولوجيا.