تكمن أهمية البحوث التاريخية لدورها ومساهمتها في شتى المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية ولاسيما الخاصة بالسيرة الذاتية للشخصيات الوطنية، ويعد محمد حديد إحدى تلك الشخصيات والتي كان لها دور كبير في بناء الدولة العراقية ومساهمته في صناعة الأحداث التاريخية من خلال حقيقتين أساسيتين مثلت تاريخ العراق المعاصر وهما الملكية ودخوله للحزب الوطني الديمقراطي عام 1945، ومن ثم الجمهورية أبان فترة حكم عبد الكريم قاسم وقيام ثورة 14 تموز 1958 وما صاحب كليهما مجتمعاً ومنفرداً من سلبيات وايجابيات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي أثرت بشكل أو بآخر على المجتمع العراقي في ذلك الوقت.
وأما الأسباب التي دعت إلى اختيار موضوع البحث فيكمن ايجازها بقلة الكتابات عن هذه الشخصيّة الوطنية والتي كان لها دور كبير في صياغة ووضع العديد من القرارات والقوانين المهمة من الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصناعي في العراق فقد تم استحداث وزارة الصناعة ولأول مرة بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وايجاد صيغ جديدة للتعامل مع شركات النفط الأجنبية وخروج العراق من الكتلة الاسترلينية، وقد اعتمدت على منهج البحث العلمي المعتمد في كتابة البحوث التاريخية.