يتناول البحث التراكيب النحوية في قصيدة "نام الخليُّ" للشاعر الجاهلي الأسود بن يُعفر، وهي قصيدة يرثي فيها نفسه ويرتقب موته بعد كبر سنه وعماه، فيهدف البحث إلى دراسة التراكيب النحوية وإبانة مدى تعالقها مع نفسية الشاعر القلقة والكئيبة، وكيف أثَّرت في تأليف المعنى.
يُستفتح البحث بتمهيد يُعرِّف التركيب وأقسامه، وعلاقة التركيب بالدلالة، تتبعه نبذة عن القصيدة المدروسة، في حين قسَّم البحث إلى أربعة محاور، المحور الأول: تراكيب الإخبار، وفيه تمت دراسة تراكيب الجمل الاسمية والفعلية في القصيدة، والمحور الثاني: تراكيب الإنشاء، وفيه عنيت الدراسة بتراكيب الإنشاء بالقصيدة، يليه المحور الثالث: تقديم ما حقه التأخير: وهو يعنى بمظاهر التقديم والتأخير في القصيدة ودلالاتها، أما المحور الرابع: خصائص تركيبية أخرى: فدُرست فيه دلالات الضمائر ومعاني حروف الجر. في حين اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي لاستخراج التراكيب، والتحليلي لمعاينة التراكيب وتحليلها.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن القصيدة تتميز بتراكيب نحوية متنوعة لها دلالاتها الوثيقة بمعاني رثاء النفس وحاضرها الكئيب، مع استذكار الماضي الرغيد؛ إذ هيمنت الجمل الفعلية الماضوية على القصيدة، وكانت الحالة التركيبية الأكثر وضوحاً، لأنها موصولة بالحسرة في استذكار أيام القوة والقيادة والصحة والشباب. وجاءت الجمل الاسمية في الصفات وذكر الأماكن لتدل على الثبوت والاستقرار، وكثيراً ما يكون خبر الجمل الاسمية جمل فعلية تدل على تغيُّر الحال وزوال النعم.