ظهر الاهتمام بالسيرة الذاتية بوصفها جنساً سردياً مستقلاً بذاته مع نهايات القرن التاسع عشر، مما جعلها مؤهله فنياًّ للتحليل وفق أحدث النظريات السردية.
وقد تم إخضاع سيرة الشيخ محمد بن راشد، لهذه الدراسة التحليلية، للكشف عن بنية المكان السردي فيها، حيث كشفت الدراسة عن ستة محاور مكانية يقدمها النص، هي: أنواع المكان، عندما ظهرت أنماط متعددة للأماكن التي شكلت هذا المحور مثل: المكان الخاص، والمكان المغلق، والمكان الهندسي ...وقدم المحور الثاني دلالة المكان مثل: الدلالة، التعبيرية، والدلالة الرمزية، والدلالة الوظيفية...
ومن خلال المحور الثالث عرض البحث وظائف المكان، حيث تم الكشف عن الأدوار الوظيفية التي لعبها المكان؛ كالدور المعرفي، والدور التعليمي، والدور النقدي... ضمن الوظائف الخارجية للمكان، والإسهام في توطيد العلاقات الإنسانية، والكشف عن مشاعر الشخصيات ضمن الوظائف الداخلية للمكان.
وجاء المحور الرابع ليبين العلاقة بين المكان والزمن، وذلك للتأكيد على تلازمية العلاقة بينهما من خلال الكشف عن كيفية الارتباط بين المكان والزمن.
وحدد المحور الخامس المكان وعلاقته بالوصف حين عالج جماليات المكان السردي في السيرة بإبراز الصور الوصفية للمكان والتي أسهم في الكشف عن المضامين السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية للمكان؛ مما زاد من ارتباط القاريء بالنص.
هكذا برزت أهمية المحور السادس في التأكيد على مدى الدور الذي لعبه المكان في إنجاز النص من خلال الربط بين المحاور الستة التي تضمنتها الدراسة.