المدح غرض شعري قديم عرفه العرب منذ العصر الجاهلي، وما خلت منه النصوص الشعرية في كل العصور حتى يومنا هذا، وكانت القصائد المدحية تلك التي نظمها الشعراء الرجال أكثر ظهوراً وأوسع انتشاراً؛ لاعتبارات اجتماعية وثقافية. ولا يعني ذلك أنَّ هذا الغرض كان قصراً على الرجال من دون النساء، بل وصلتنا قصائد شعرية مدحية نسائية لا تخلو من جودة وبراعة على اختلاف العصور. ويعرض هذا البحث لبعض المقطعات الشعرية لشاعرات أندلسيات نظمن في غرض المدح، محاولين منها الكشف عن طبيعة علاقة المرأة الأندلسية بالمجتمع من حولها، ومبينين الدوافع التي تقف وراءه.